طراز أكثر حرية للنساء
في السنوات التي أعقبت الحرب، هبت رياح خيال الإبداع على عالم المجوهرات. أصبحت الحلي غنية : الالتفافات والزخارف الحلزونية تتضاعف بكل حرية. والذهب بألوان متنوعة – أصفر ووردي – يغزو القلادات والمشابك والخواتم. ذهب أملس على أسطح براقة أو ذهب منحوت على غرار ملمس الأنسجة؛ أو ذهب مشغول بخيوط حلزونية أو في شكل شريط مسطح مربوط بمفصل بدقة. ومن ناحية الطراز، تم التخلي عن قيود طراز /آر ديكو/ لإفساح المجال لمزيد من الحرية في أشكال و نماذج الحلي وفي الروح التي تهيمن عليها على حد سواء. إذا كان البروش ظل متفوقا، فقد تكثف استخدام الخاتم بصورة ملموسة للغاية وكذلك أساور الساعات المزينة بزخارف من المجوهرات. نمط حياة أكثر نشاطا للنساء فرض هذه التطورات. أصبحت النساء يشاركن في الحياة الاقتصادية والسياسية للبلاد: منحن حق التصويت عام 1944. كان ذلك رمزا وأمرا لا غنى عنه لمجتمع جديد.
انتقلت مؤسسة موبوسان منذ عام 1946 إلى ساحة فندوم، رقم 20، لتنضم إلى صناع مجوهرات آخرين مثل بوشرون، وشوميه وفان كليف وأربيل. يتمثل التغيير الكبير في فتح واجهات على الشارع مباشرة. هذا الباب المفتوح وهذا الأسلوب الجديد في الوصول إلى عالم الفخامة دلالة على إضفاء طابع ديمقراطي لم يكن يخطر ببال قبل عشر سنوات. تزايد عدد النساء اللاتي يقتنين مجوهرات. وفي عام 1955، قدم “بوتيك” جديد مجوهرات نفذت بكميات من الأشكال المتماثلة لتخاطب عملاء يشعرون بقيمة التراث ويقدرون الدقة الشديدة التي تتميز بها العلامة وإسم بوشرون ، ومطالبهم عالية فيما يتعلق بالجودة والإبداع. هذا الإدراك القوي لقيمة العلامة يفسر اطراد إبراز العلامة المميزة للمجوهرات بصورة أكبر ، توقيع العلامة هو أيضا تطور مع الزمن.
المجلات المرموقة مثل بليزير دو فرانس و لار أي لا مود، و لوفيسيال و فوج ظلت دعائم مفضلة لسمعة موبوسان. تميزت تلك السنوات بعودة فكرة الأشياء الفاخرة بقوة، بغزارة إبداعية كانت ثمرة العثور من جديد على بهجة الحياة. أصبحت هناك وفرة زخرفية بفضل استخدام الألماس والأحجار الثمينة الملونة بكثرة.